السبت، 21 مايو 2011

تعود على الانضباط




 تقوم الحياة على نظام دقيق..
فلقد خلق الله –سبحانه وتعالى- الشمس وجعلها تشرق في مواعيدها المحدودة.. 
ولا تخلف عنها منذ ملايين السنين.. 
وجعل الأرض تدور حول محورها بدقة لا متناهية..
وكذلك القمر.. والنجوم.. والسحب.. والأمظار.. والرياح..وغيرها من المخلوقات.. 

تسير وفق جدول زمني دقيق.. مقاس بما لا ينتهي من أجزاء الزمن.. 
لذلك كان النظام والانضباط من العوامل الرئيسية للنجاح.. 
لأنه لا بد أن تنسجم حركة الانسان مع النظام الكوني.. 
حتى تمضي حياتة بشكل طبيعي..

ولابد من أن يكون الإنسان منظم في حياته حتى ينجح.. فالشمس لا تنتظر النائمين حتى يستيقضوا.. فتشرق لهم.. والربيع لا ينتظر الكسالى حتى يزرعوا.. فيأتي.. فليس مطلوبا من الأجرام الكونية أن تنظم حركتها مع الإنسان.. ولكن العكس.. المطلوب هو أن ينظم الإنسان حياته معها..

إن تنظيم الأوقات وترتيب الأعمال أمر ضروري ليس فقط من أجل أدائها بشكل أفضل.. بل من أجل راحة الشخص أيضا.. فمن مشى على نظام صحيح أنجز من الأعمال أكثر من غيره من دون أن ينغص عليه التشويش الذهني والعصبي..

والتنظيم كما قيل قديما.. يوفر نصف الوقت.. والوقت عامل حاسم في النجاح..

وقد يكون الفارق بين الناجح والفاشل دقائق معدودة.. 

وهذه الدقائق الثمينة يوفرها التنظيم..


كيف تنظم أمورك؟؟


أولا: ضع جدولا لأعمالك.. بشكل يتناسب مع أوضاعك..

لكل شخص ظروفه الخاصة.. التي تفرض عليه نظاما ومعينا في حياته.. فالمهم أن ينظم أعماله.. وأوقاته بشكل يتناسب مع ظروفه.. فالتنظيم سيوفر لك متسعا من الوقت لكل شئ.. ووقتا إضافيا للراحة أيضا..



ثانيا: قم بالتدريب على تنظيم الأعمال..

قيد نفسك لمدة ساعتين كل يوم.. بنظام تصممه بنفسك.. 
.. وليتضمن الجدول بعض ما ترغب فيه وتشتهيه.. والبعض الآخر غير ذلك..
ولا يهم أن تكون الأعمال منوعة أو معقدة.. المهم أن تنتقل من نشاط إلى آخر
في الوقت المحدد ليس قبله ولا بعده.. ويمكنك بعد أن تنجح في ساعتين..
أن تضع جدول لأربع ساعات.. ومن ثم لثماني.. 
مما يجعل حياتك منظمة بالمقدار المطلوب للنجاح.. 


وبالطبع فإن التقيد الصارم بجدول مليئ بالأعمال.. لليوم كله.. 
أمر غير مرغوب فيه دائما.. وقد لا تحتمله لفترة طويلة..
ولكن التقيد بمثل ذلك بين حين وآخر وعلى فترات مختلفة من اليوم.. 
لإنجاز أعمال معينة.. يعلم التنظيم.. ويقوي الشعور بقيمة الوقت..




ثالثا: تصور مسبقا ما تريد أن تعمله في كل يوم..

وضع تصور كامل لأعمال اليوم.. وكذلك التفكير في الاحتمالات المفاجئة..
يساعد على تخفيف وقع العمل عليك..ومن ثم تخفيف التعب.. 
وتكسب قدرة أكبر على مواجهة المفاجئات دون ارتباك أو خوف..





رابعا: تعلم الانضباط الداخلي.. عن طريق اتخاذ قرار حاسم بذلك..

بالإضافة إلى أن الانضباط يوفر الوقت والجهد..
فإنه يقوي الروح ويحسن السلوك.. فالذي يقرر مع نفسه أن يكون منضبطا.. 
يجعل من روحه كتلة من الطاقة المندفعة نحو الهدف..
ويوجه طاقاته المختلفة بالاتجاه الذي يريد..



خامسا: احذف كل ماهو غير مهم.. لتتفرغ لما هو أهم..

يعني الانضباط في بعض الأحيان الاختيار وترك ما ليس مهما.. 
لأنك إذا تخلصت من الأمور الغير مهمة.. فإن وقتك كله تنفقه في ما هو مهم.. وتتوجه طاقاتك لأداء الأعمال الهمة.. ويصفو ذهنك من الأمور التي قد تشغله عن إنجاز تلك الأعمال وإتمامها..



سادسا: برمج متعك ولذاتك..

قد يتطلب هذا قرارات بعيدة الأمد أو مجرد قرارات يومية عادية.. 
كأن يفوت الشخص على نفسه برنامجه التلفزيوني المفضل ويأوي إلى فراشه باكرا.. حتى يكون في يقضته الكاملة لحضور اجتماع مهم في صباح اليوم التالي..
أو أن يقلل من الساعات التي يقضيها أمام التلفاز لأداء عمل ما.. 
يتطلب إنجازه وإتمامه عدة أسابيع..



سابعا: حقق التوازن..

من المهم أن لا نخلط بين الانضباط والتصلب.. فالكمال ليس الهدف..
ولكن المكافحة من أجل راحة الضمير التي تأتي من التوكل على الله والثقة بالنفس.. والانضباط الصحيح من شأنه أن يحقق توازنا.. فينتج الإنسان من غير ضغط.. ويجتهد من غير إكراه..

فقبل أن تلزم نفسك وتؤنبها على عدم إنجاز مانويته..
تذكر أنه قد تكون بحاجة إلى تغيير ما أو بعض الراحة حتى تستطيع إتمام العمل.. فتعود على مكافئة نفسك بنفسك.. كأن تأخذ قسط من الراحة بين فترة وأخرى للتنزه أو محادثة بعض الأصدقاء.... فهذا كفيل بأن يعيد إليك نشاطك.. ويكسبك القوة.. يحفزك لأداء العمل وإتمامه..



ثامنا: استخدم الانضباط كعناية بالنفس وبالعمل..

ينظر البعض إلى الانضباط على أنه تأديب للنفس.. أو تقييد لها.. بينما الحقيقة غير ذلك.. الانضباط هو عناية بالنفس.. مثلما يعتني الممرض بمريضه..
فهو ليس بالضرورة يمتعه.. ولكنه حتما يعتني به..إن الانضباط ينمي الإمكانيات الذاتية.. وهو بعد فترة يصبح متعة أيضا..

لقد سئل أحد الناجحين: هل تحب عملك؟
فقال: نعم.. أحبه كثيرا..
فقيل له: وهل هو ممتع حقا؟
فقال: كلا..

إن العمل بالنسبة إلى هذا الرجل لم يكن ممتعا.. ولكن الإنضباط فيه هو الممتع.. وهذا يعني أن عليك لكي تنجح أن تتمتع بالانضباط في عملك..
بغض النظر عن كون العمل نفسه ممتعا..



تاسعا: غير عاداتك..

المشكلة لدى كثير من الناس أنهم حنما ينتبهون إلى أنفسهم يجدون أنهم مقيدون بعادات سيئة.. والمشكلة في تغيير العادة أنه غالبا ما يأتي الإخفاق من محاولة المرء تغيير عادة سيئة بتركيزه على التصرف الغير مرغوب فيه.. بدلا من التركيز على تصرف جديد لإبدال الأول..

على سبيل المثال: قد تقرر تقليل الساعات التي تقضيها أمام جهاز التلفاز..
ولكنك تخفق في ذلك.. بسبب أعذار تختلقها لنفسك.. 
كأن تقول لنفسك أنك بحتاج إلى بعض الترفيه والترويح عن نفس.. 
بعد يوم شاق من العمل..

فبدل أن تفكر فيما ستفقده من ترك العادة الغير مرغوب فيها.. من الأجدر أن تفكر فيما ستكتسبه من جراء ترك أو تغيير هذه العادة.. فتفكر كيف ستقضي وقتك بعد التوقف من مشاهدة التلفاز.. وتعدد ما يمكنك فعله في هذا الوقت:
كالتنزه..
أو قضاء وقت عائلي مع أفراد الأسرة..
زيارة بعض الأقارب..
زيارة المكتبات والمطالعة..
ممارسة ألعاب رياضية..



عاشرا: واجه الأمور بعزيمة..

إن الانضباط يأتي من الانضباط والفوضى تأتي من الفوضى..

عادة ما تلجأ إلى تجنب الأعمال التي لا ترغب في العمل بها.. 
والرغبة لا تأتي إلا بعد أن تباشر تلك الأعمال..
لذلك لابد من أن تواجه الأمور لفترة من الوقت بالعزيمة المطلوبة..
لكي يصبح الانضباط جزءا من حياتك..

يتكون الانضباط بالعزيمة والممارسة.. فالقليل يقود إلى الكثير.. 
وتزداد رغبتك في المنافع.. فإذا تخطيت الكسل نهائيا شعرت بتحسن كلي.. 
وأصبحت في أفضل حالاتك جسدا وذهنا..

امتلاك العزيمة
= الانضبـــاط

شمعة..
الوقت مهد الأمل.. تمشي الحكمة قبله.. والفرصة به.. والانضباط بجانبه.. والندم خلفه.. فإذا اتخذته صديقا.. كان لديك القليل لتخاف من أعدائه.. وإذا جعلته عدوك كان لديك القليل للأمل من أصدقائه..
 
1. أنه يعلمك كيف تتقيد بالنظام الذي وضعته. 
. 2. أنه يعلمك كيف تتعامل مع الوقت.. وبدل أن يقطعك.. وتتفاجأ بضياعه.. تقطعه بإنجاز الأعمال..