الخميس، 2 سبتمبر 2010

معني رائع في الدين





الهدف والوسيلة


الهدف : حياة القلب بالإيمان هي الهدف :

..
لقد خلقنا الله عز وجل واسكننا الارض لنقوم بمهمة عظيمة

الا وهي ممارسة العبودية له سبحانه وتعالي

(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )


هذه العبودية لها حقيقة ينبغي أن يعيش المرء في أجوائها ،

وأن تظهر آثارها على سلوكه و تعاملاته..
فالعبودية لله عز وجل معناها الانكسار والاستسلام التام له سبحانه ،

وطاعة أوامره ، ودوام خشيته ، والشعور بالاحتياج المطلق ، والافتقار التام إليه ،
ومن ثمَّ دوام سؤاله ، والتمسكن بين يديه ، و التوكل عليه ، وإخلاص التوجه له ،
مع حبه ، وإيثار محابه ومراضيه على كل شيء...
لينعكس ذلك على السلوك فيصبح همُّ المرء فعل كل ما يرضي مولاه

ويستجلب به رحمته وفضله و جزاءه الذي وعد به عباده المتقين

فيزداد سعيه لكل ما يقربه من الجنة ويبعده عن النار .
فالعبودية الحقيقية تعني غلبة الإيمان بالله على قلب المرء و مشاعره ،

فيصير حبه سبحانه أحب الأشياء لديه ، وخشيته أخوف الأشياء عنده ... يطمئن إليه ، ويثق فيه وفي قدرته الغير متناهية ، وقربه ،

وعلمه وإحاطته بكل شيء ، ومن ثم يتوكل عليه ويتقيه ، ويحبه ، ويشتاق إليه ،

فالتوكل على الله عز وجل، ومحبته ، وخشيته دليل على قوة الإيمان به والعبودية له : 
( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) [المائدة : 23] 
( فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين ) [التوبة : 13] 
( و اتقوا الله إن كنتم مؤمنين ) [المائدة: 57] 
وكلما تمكن الإيمان من القلب تحسن السلوك

تبعاً لذلك كما قال صلى الله عليه و سلم : 
( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله 
و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب ) 
 فالإيمان هو الدافع للاستقامة وللسلوك الصحيح

( و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمراً
أن يكون لهم الخيرة من إمرهم )[الأحزاب : 36]  
( و أطيعوا الله و رسوله إن كنتم مؤمنين ) [الأنفال : 1] 
(و من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )[الحج : 32]


الوسية : العبادات هي وسائل :

فإن كانت حياة القلب بالإيمان هي الهدف الذي به تتحقق العبودية لله عز وجل 
فكيف يصل المسلم لهذا الهدف ؟! 
أرشدنا الله عز وجل إلى الوسائل التي من شأنها أن تبلِّغنا هذا الهدف..
هذه الوسائل هي العبادات بقسميها القلبية والبدنية 
 
( يآيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ) [البقرة : 21]
 فالعبادات أدوية ناجحة تحقق للقلب عبوديته التامة لله عز وجل ..
 
 فالصلاة من شأنها أن تُشعر المسلم بخضوعه وانكساره لربه،  
وهي وسيلة عظيمة للاتصال به سبحانه ، ومناجاته ، واستشعار القرب منه ، 
والأنس به ، والشوق إليه فتكون نتيجتها زيادة خضوع المشاعر لله
( و اسجد و اقترب )[العلق :19] ،

( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً ) [الاسراء : 109] 
وبهذا يزداد الإيمان من خلال تلك الصلاة ،

و تظهر آثاره في دوافع المرء و سلوكه ،
فتزداد مسارعته لفعل الخير ،

ويقوى وازعه الداخلي ومقاومته لفعل المعاصي أوالاقتراب منها

فيحقق قوله تعالى

( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) [العنكبوت : 45]



والصدقة عبادة عظيمة تقوم بمعالجة القلب من داء حب الدنيا و التعلق بها ..
أي أنها تطهر القلب وتزيده قوة

( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها )[التوبة : 103]

والصيام يساعد المرء على السيطرة على نفسه و إلزامها تقوى الله
( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )[البقرة : 183]


والذكر يهدف إلى تذكُّر الله .. تذكُّر عظمته وجلاله وجماله و إكرامه
فيزداد به المرء اطمئناناً و ثقة وإيماناً ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )[الرعد: 28]

وهكذا في بقية العبادات القلبية والبدنية ، 
و التي تشكل منظومة متكاملة ،
يتحقق من خلال القيام الصحيح بها الهدف العظيم من وجودنا على الأرض ..

فما من عبادة أرشدنا الله إليها إلا و تُعد بمثابة وسيلة و"مَركبة" تنقلنا إلى الأمام في اتجاه القرب منه سبحانه حتى نصل إلى الهدف العظيم في الدنيا
( أن تعبد الله كأنك تراه ) 
وفي الآخرة ( و ينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم )[الزمر : 61]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق